С любовью к людям, любящим арабский язык!     

	на сайте  в интернете

	до

КОНСУЛЬТАЦИИ ПО АРАБСКОМУ ЯЗЫКУ. ЗВОНИТЕ +79279131984

أَلفرس سفكا بوركا  

كان يعيش في قديم الزمان شيخ له من الاولاد ثلاثة. كان الكبيران منهم يشتغلان في الزراعة وشؤون البيت، بينما كان الاصغر، ايفان الابله، لا يفعل اكثر من أن يخرج الي الغابة ليجمع الفطر، وفي البيت يستلقي علي سطح الموقد.

 وتحين ساعة العجوز، فيقول لابنائه:

- حين اموت، تعالوا الي قبري ثلاث ليال متتالية، واجلبوا لي الخبز.

ودفنوا العجوز عند وفاته. وحل الليل، وجاء دور الاكبر ليخرج الي قبره، فيتملكه ما يشبه الكسل او الخوف، ويقول للاصغر:

- ايفان: قُمْ بنوبتي هذه الليلة، واخرج الي قبر ابينا، وسأشتري لك كعكة.

وافق ايفان، واخذ خبزاً، وخرج الي قبر ابيه. وجلس ينتظر. وفي منتصف الليل انفلقت الارض، ونهض الاب من القبر، واذا به يقول:

- من هناك؟ أ هذا انت، ابني الاكبر؟ خبرني ماذا يجري في روسيا؟  

     فيجيب ايفان:

- هذا انا، ابنك. وكل شيء هادئ في روسيا.

أكل الاب الخبز حتي شبع، ورقد في قبره. واتجه ايفان الي البيت، وفي طريقه صار يجمع الفطر. وحين وصل سأله أخوه الأكبر:

- هل رأيت ابانا؟

- نعم.

- وأكل الخبز؟

- نعم، أكل حتي شبع.

  وحلت الليلة الثانية، وكانت نوبة الاخ الاوسط، فيتملكه ما يشبه الكسل او الخوف، فيقول:

- ايفان، اذهب الي ابينا عوضاً عني. وساحوك لك نعلاً.

- طيب.

واخذ ايفان خبزاً، وخرج الي قبر ابيه، وجلس ينتظر. وفي منتصف الليل انفلقت الارض، ونهض الاب، واذا به يسأل:

- من هناك؟ أهذا أنت، ابني الاوسط؟ خبرني ماذا يجري في روسيا؟

فيجيب ايفان:

- هذا انا، ابنك. وكل شيء هادئ  في روسيا. اكل الاب الخبز حتي شبع ورقد في القبر. وسار ايفان الي بيته، وفي طريقه اخذ يجمع الفطر مرة اخري. ويسأله اخوه الاوسط:

- هل اكل ابونا الخبز؟

- نعم، اكل حتي شبع.

 وفي الليلة الثالثة جاءت نوبة ايفان. فيقول لاخويه:

- خرجت انا ليلتين، فاذهبا هذه المرة الي قبر ابينا، وسأستريح انا.

فيجيبه اخواه:

- لا تقل هذا، يا ايفان، فقد صار المكان مألوفا لك، والافضل ان تذهب انت.

- طيب، سأذهب.

 واخذ ايفان خبزا، وخرج. وانفلقت الارض في منتصف الليل، ونهض الاب من القبر.

- من هناك؟ أ هذا انت ابني الاصغر ايفان؟ خبرني ماذا يجري في روسيا؟

فيجيب ايفان:

- هذا ابنك الاصر ايفان. وكل شيء هادئ في روسيا.

أكل الاب الخبز حتي شبع، ويقول له:

- انت وحدك نفذت وصيتي، ولم تَخَفْ ثلاث ليال من المجيء الي قبري. فاخرج الي البرية، واهتف:

-" يا سيفكا- بوركا، يا فارس العجائب، أمثل امامي، كالبطل المِقدام!" وسيجري الفرس نحوك، فأدخل في اذنه اليمني، واخرج من اذنه اليسري. وستسير فارسالا يضارع. واركب الفرس وسر به الي حيث تشاء.

تناول ايفان اللجام، وشكر اباه، وسار الي بيته، وفي طريقه راح يجمع الفطر ايضا. ويسأله اخواه في البيت:

- هل رأيت ابانا؟

- رأيته.

- وهل أكل الخبز؟

- أكل حتي شبع، وامر بانهاء الزيارات.

وفي ذلك الوقت نادي منادي القيصر بأن يفد الي البلاط كل الفتيان النجباء العزاب. فقد امرت ابنته "الجمال الفريد" أن يبني لها برج في البيت علي اثني عشر عمودا  واثني عشر قوسا. وأنها ستجلس في اعلي هذا البرج، وستنظر مَنْ سيصل اليها علي فرسه بقفزة واحدة، ويقبلها من شفتيها. والقيصرسيزوج ابنته "الجمال الفريد" الي من يقوم بهذه القفزة مهما يكن اصله وفصله، ويعطيه نصف مملكته.

سمع اخوا ايفان بذلك، وراح احدهما يقول للآخر:

- تعال نُجرب حظنا؟

اطعما جواديهما بالشعير، واخرجاهما من الاسطبل، وصففا شعرهما الجعد. اما ايفان، فيقول لهما في جلسته علي الموقد:

- يا اخويّ، خذان معكما لأُجرّب حظي!

- أبله، كسول! الأفضل لك ان تخرج لتجمع الفطر في الغابة، ولا تضحك الناس عليك.

ركب الاخوان جواديهما النجيبين، ودفعا قبعتيهما الي مؤخرتي رأسيهما، وصفرا، واثارا السحائب من الغبار. بينما اخذ ايفان لجامه، وخرج الي الحقل الرحيب، ولما وصل الي هناك، صاح كما علمه ابوه:

- سيفكا- بوركا، يا فرس العجائب، أمثل امامي كالبطل المقدام!

واذا بفرس يطلع من حيث لا يعلم، ويركض، والارض تهتز تحت حوافره، واللهب يخرج من منخريه، وعمود من الدخان يطلع من أذنيه. ويقف كالمسمّر، ويقول:

- لبيك، لبيك!

مسّد ايفان علي الفرس، وادخل الشكيمة في فمه، ودخل في أذنه اليمني، وخرج من أذنه اليسري، واذا به يتحوّل الي فتي يفوق الوصف ويعزّ علي القلم رسمه. فرمب الفرس، وسار الي القصر.

ويصل ايفان الي البلاط، والناس جمع لا يحصي عدده. وفي أعلي البرج العالي ذي الاعمدة الاثنتي عشرة، والاقواس الاثنتي عشرة تجلس أبنتة القيصر "الجمال الفريد" عند النافذة.

 ويخرج القيصر من القصر ويقول:

- ايها الفتيان، من يصل منكم الي النافذة بقفزة واحدة، ويقبّلها من شفتيها فسأوزوجه اياها، واعطيه نصف مملكتي.

 وعند ذاك أخذ الفتيان النجباء يتواثبون علي خيولهم. والمكان عالٍ لا يطال! حاول اخوا ايفان. ولكنهما لم يبلغا حتي منتصف المسافة. وجاء دور ايفان.

 واطلق سيفكا- بوركا، وراح يستحثه، حتي قفز، ولكنه تخلف بقوسين عن مراده. وانطلق للمرة الثانية، وقفز، ولكنه تخلف بقوس واحد. وحام ودار ثالثة، واحتدّ الفرس، ووثب كالنار ومرّ بالنافذة، وقبّل أبنة القيصر"الجمال الفريد" من شفتيها السكريتين، فضربته أبنة القيصر بخاتنها علي جبينه، وطبعت عليه ختمها.

 واذا بالناس كلهم يضجون:

- امسكوه، امسكوه!

ولكنه كان ملح وذاب....وصل ايفان في عدوه الي العراء، فدخل في أذن الفرس اليسري، وخرج من أذنه اليمني ، فاذا به يعود ايفان الابله ثانية. ترك ايفان الفرس، وعاد الي بيته، يجمع الفطر في طريقه. وفي البيت عصب جبينه بعصابة، وصعد الي سطح الموقد، استلقي عليه.

جاء اخواه، وصارا يتحدثان اين كانا، وماذا رأيا.

- كانو فتيانا اماجد، واحدهم اقدرهم جميعاً. بقفزة واحدة علي حصانه قبّل ابنة القيصر من شفتيها. رأناه من اين أقبل، ولكن لم نره الي اين راح.

    وايفان جالس وراء المدخنة، فيقول:

- ربّما كنت أنا؟

غضب اخواه عليه وقالا:

- أبله، ويتفوّه بكلام أبله. أبقّ في مكانك علي الموقد وكل الفطر.

فك ايفان العصابة بهدوء عن جبينه الذي طبعته أبنة القيصر بخاتنها، فاذا بالكوخ يتنوّر بضوء ساطع كالنار. ارتعب الاخوان، وراحا يصرخان:

- ما هذا الذي تفعله، يا ابله؟ تريد ان تحرق الكوخ؟!

في اليوم التالي دعا القيصر جميع الاعيان والامراء وبسطاء الناس، الاغنياء والفقراء، الشيوخ والشبان، لحضور مأدبة في قصره. واخذ اخوا ايفان يستعدان لحضور مأدبة القيصر. فيقول ايفان لهما:

- خذان معكما!

- أ تريد أن تضحك الناس عليك، يا ابله! أقعد علي الموقد، وكل الفطر.

 وركب الاخوان جواديهما النجيبين، وانطلقا، بينما سار ايفان ماشياً، ودخل وليمة القيصر، وجلس في ركن بعيد. وبدأت ابنة القيصر "الجمال الفريد" تطوّف علي الضيوف، وتقدّم قدح العسل، وتري أيهم يحمل الختم علي جبينه. طافت في جميع الضيوف، وجاءت الي ايفان، واذا بقلبها يخفق خفقاناً شديدة، فقد نظرت اليه، ووجدته مسخّماً منفوش الشعر. أخذا ابنة القيصر "الجمال الفريد تسأله:

- ابن مَنْ انت؟ ومن اين؟ ولماذا تعصب جبينك؟

 - اصبت بكدمة.

فكّت ابنة القيصر العصابة عن جبينه، واذا بالضوء ينير القصر كله. فتهتف:

- هذا ختمي! وهذا عروسي!

فيتقدّم القيصر ويقول:

- أي عروس هو؟ إنه وسخ، وكله سخام.

فيقول ايفان للقيصر:

- إئذن لي بان اغتسل.

أذن له القيصر فخرج ايفان الي الفناء، ونادي كما علمه ابوه:

- سيفكا- بوركا، يا فرس العجائب، أمثل امامي كالبطل المقدام!